فضاء حر

ما يُمكن قُبوله ورفضه من الحوار

اعتقاد البعض بان قيادة المرحلة المُقبلة من سيناريو التغيير يتطلب وجود الفاعلين التاريخيين والتقيد الصارم بأوامرهم التي لا يمكن تجاوزها طالما وهؤلاء نجحوا في ركب موج الثورة واختراق جهاز مناعتها العصي وأصبحوا أمراء للثورة بعد أن تطهروا من مُهمة أمراء لحُروب اليمن طوال عقود من الزمن .

هذا الاعتقاد والذي تبني عليه بعض القيادات المدنية لا يمكن فهمة اليوم سوى أن هذه القوى بمستوياتها الرخوية تحلم بمستويات لغوية تفهمها وحدها ولا يفهمها اليمنيين أجمع .

هذا التجاوز الصارخ لهذه القوى والتي أصابها زهايمر الزمن مازالت تعيش في العصور الحجرية حيث تعتقد أن وجود هذه القوى يعتبر بمثابة الحامي الأساسي لأي مشروع يتناقض مع القوى الأخرى التي تعتبر بمثابة العدو في تصنيفها وتصنيف أعلامها .

اليمنيين اليوم ليسوا أعداء سوى لأنفسهم ولهويتهم الوطنية التي خلعوها واستبدلوها بهوياتهم الجهوية والطائفية والعرقية والقبلية .

فكل فئة تعتقد اليوم أن عرقها الآري هو عِرق الجنة والعرق الخالي من أي شوائب وما دونها هي بقايا دونية لا يمكن القبول بها إلا بمنطق القتل والرصاص .
هذا المنطق لا يحمل أي فكر ثوري أو بُعد في تغيير آلية التفكير القديمة التي أسقطت الحُكام الذين قبلهم بسبب هذه الأخطاء الفادحة فهؤلاء اليوم يقعون في نفس المطب وفي نفس الأخطاء القاتلة .

فالحلول الوطنية لا يمكن أن تُقاس على ردة فعل هذه القوى أو بمقدار تواجدها على الخارطة السياسية أو ثُقلها بقدر ما هي تحمل في طياتها أي مشروع وطني حقيقي يحمل فكرة التصالح والتسامح والبناء المقبول والذي يُحقق العائد لجميع الأطراف وللوطن بأكبر قدر ممكن وليس فقط للحزب والشلل التي تدور في فلكها .

هذه الحُلول لن تتأتي إلا بالحوار والوقوف على الطاولة المستديرة بكل تشكيلاتها وقِلاعها حتى يعرف الجميع ما يمكن قبوله وما يمكن رفضه لا أكثر ولا أقل .

زر الذهاب إلى الأعلى